< زراعة الأسنان… فوائدها، ومخاطرها، و7 متطلبات
أدوية وأعشاب

زراعة الأسنان… فوائدها، ومخاطرها، و7 متطلبات

تعد زراعة الأسنان حلاً جوهرياً عندما يتراجع مستوى الاهتمام بصحة الفم والأسنان؛ فتصل حالة الأسنان إلى مرحلة لا يمكن فيها الحفاظ والإبقاء عليها، فلا يجد طبيب الأسنان بداً من التخلص منها عن طريق إجراء عملية الخلع بعد استبعاد كافة الحلول الأخرى مثل علاج العصب أو العلاج بالليزر.

وصول الأسنان إلى حالة ميئوس منها له عدة أسباب أهمها حدوث تضرر شديد وتآكل ينتج عن تسوس أو كسر، أو التهاب شديد في اللثة، يؤدي إلى انفصال الأسنان عن النسيج والعظم المحيط بها، مما يؤدي إلى تهلهل الأسنان وتراخيها، كذلك ظهور خراج ناتج عن التراكم الشديد للبكتيريا، كل هذه العوامل تدفع طبيب الأسنان للتخلص من الأسنان المصابة.

تتسبب عملية خلع الأسنان بعد ذلك في عدة صعوبات للمريض، تتمثل في صعوبة في المضغ وتناول الطعام، وصعوبة في الكلام، و ظهور فراغات بين الأسنان وبعضها، تؤثر هذه الفراغات على مدى إطباق الأسنان.

من أجل التخلص من هذه الصعوبات أو الحد منها تبدأ رحلة البحث عن بديل للأسنان المفقودة.

زراعة الأسنان
زراعة الأسنان

كانت الحلول المطروحة دائماً هي التركيبات الثابتة مثل الكوبري أو التركيبات المتحركة مثل طقم الأسنان، ومع تقدم علم طب الأسنان ولوجود الكثير من العيوب لهذه الحلول والرغبة في التوصل لحل أكثر نفعاً، بدأت فكرة زراعة الأسنان.

عملية زراعة الأسنان

هي عملية استبدال السن المفقود بآخر صناعي؛ يكون عبارة عن قضيب معدني على شكل مسمار، يُزرَع في عظام الفك، و يستبدل بشكل أساسي جذر السن المفقود.

أجزاء الزرعة السنّيّة

تتكون من ثلاثة أجزاء، وهي:

قضيب معدني

يمثل الجسم الرئيسي للزرعة، يُزرع في العظم، ويستبدل جذور الأسنان، يُصنَع من مادة التيتانيوم، وقد تُستخدم أحياناً مادة الزيركونيا في بعض الحالات، التي تعاني من حساسية تجاه التيتانيوم، وهي مواد تلتئم بشكل جيد مع عظام الفك.

زراعة الأسنان
زراعة الأسنان

دعامة معدنية

وظيفتها التوصيل بين الجذر المعدني الصناعي المزروع داخل العظام والجزء الخارجي، تُصنع كذلك من التيتانيوم أو الزيركونيا، قد تتكون من جزء واحد أو جزئين منفصلين.

طربوش

يمثل الجزء الخارجي الظاهر من السن، ويمكن صناعته من عدة مواد مختلفة مثل البورسلين أو ديسيليكات الليثيوم (emax)، وكذلك الزيركونيا.

فوائد زراعة الأسنان

تحقيق الهدف الرئيسي من هذه عملية زراعة الأسنان وهو استعادة الأسنان المفقودة، تُستعاد وظائف هذه الأسنان وأهمها:

  • استعادة القدرة على المضغ وتناول الطعام.
  • استعادة القدرة على الحديث.
  • استعادة المظهر الجمالي.
  • الحفاظ على حالة اللثة وعظام الفك.
  • الحفاظ على الأسنان المتبقية والمسافة بينها.
  • الحفاظ على نظافة الفم.

اقرأ أيضا: التهاب اللثة.. المخاطر والعلاج و6 تعليمات أساسية لحماية اللثة

عيوب ومضاعفات زراعة الأسنان

قد تحدث بعض المضاعفات أثناء أو بعد إتمام العملية أهمها:

  • حدوث ضرر للأنسجة أثناء عملية الزراعة.
  • حدوث ضرر للأسنان المجاورة.
  • حدوث ضرر للأعصاب القريبة من مكان الزرع، مما يسبب ألم و خدر أو فقدان الإحساس.
  • حدوث عدوى في مكان الزرع تسبب تورم للوجه.

اقرأ أيضا: ضرس العقل..الوظيفة والمضاعفات و 4 أعراض لظهوره

استعدادات ما قبل العملية

هناك عدة استعدادات قبل القيام بعملية الزرع، تشمل:

  • فحص شامل للأسنان عن طريق الاعتماد على الأشعة السينية خاصةً التصوير المقطعي المحوسب (cbct).
  • معرفة التاريخ الطبي للمريض.
  • اختيار النوع المناسب من الزرعات بما يلائم المريض، ووضع خطة علاجية متكاملة.
  • إعلام المريض بكافة المخاطر ونسبة النجاح.
  • إعلام المريض بطبيعة عملية التئام السن الصناعي وعظام الفك، وكيف أنها قد تمتد لشهور.

متطلبات زراعة الأسنان

يوجد بعض الحالات التي قد لا تستجيب لهذه العملية للعديد من الأسباب، تتحكم هذه الأسباب في مدى نجاح عملية زراعة الأسنان، وفي هذه الحالات قد نرى نسبة نجاح ضئيلة؛ لذلك هناك بعض المتطلبات التي يجب توافرها في المريض؛ حتى نستطيع ضمان أعلى نسبة نجاح ممكنة، أهم هذه المتطلبات:

  • عدم وجود أمراض مزمنة خصوصاً تلك التي تؤثر على العظام.
  • وجود ما يكفي من عظام الفك حتى يتكون التحام قوي بين العظم والزرعة (ارتفاع لا يقل عن 8 ملم وعرض لا يقل عن 5 ملم).
  • وجود مسافة كافية بين الأسنان (لا تقل عن 1.5 ملم بين السن الطبيعي والسن المعدني، وفي حالة زراعة أكثر من سن فلا تقل المسافة بين الزرعتين الصناعيتين عن 3 ملم).
  • النمو الكامل للفك وعدم وجود أي تشوه سِنّي وجهي.
  • الحالة الصحية العامة جيدة.
  • الحالة العامة للثة جيدة.
  • الابتعاد عن التدخين.
  • الحفاظ على نظافة الفم مع زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري.
  • القدرة المادية العالية بسبب علو تكلفة هذه العملية.

اقرأ أيضا: صحة الفم والأسنان..أهم الإرشادات و 9 مخاطر على الصحة العامة للجسم 

التطعيم العظمي

يمكن في حالة عدم توفر ما يكفي من عظام الفك اللجوء لما يعرف بعملية التطعيم العظمي، وهي عملية ينتج عنها زيادة كثافة وحجم العظام في الموقع، الذي سيستقبل الزرعة المعدنية عن طريق زراعة نسيج عظمي مأخوذ من جسد المريض نفسه أو من مصدر خارجي، فتزيد إمكانية الزراعة وتزيد من نسبة نجاح العملية.

إجراء عملية الزراعة

بعد الإعداد الجيد للمريض، وتخدير موقع الزرع تخدير موضعي أو تخدير كلي حسب الحالة، يبدأ طبيب الأسنان بإجراء شق في اللثة كاشفاً بذلك العظم الواقع تحتها، ثم يبدأ بحفر ثقب في العظم بعمق يكفي لوضع الجزء الأول من الزرعة، وهو المسمار المعدني.

يتبع ذلك مرحلة من الانتظار، حيث تبدأ عملية تسمى بالتكامل العظمي؛ فينمو العظم المحيط، ويبدأ في الالتحام بالمسمار المعدني، وتستمر هذه العملية لعدة أشهر حتى تمام الالتحام.

الخطوة التالية هي خطوة تركيب الدعامة، والتي قد تحتاج أحيانا لإجراء جراحي بسيط بغرض إعادة فتح اللثة المحيطة، والتي قد تكون حاوطت وغطت المسمار المعدني في فترة التكامل العظمي، ويحتاج المريض أيضاً بعد هذه الخطوة لفترة تعافي لا تقل عن أسبوعين.

بعد تمام عملية شفاء اللثة يبدأ طبيب الأسنان في أخذ طبعات لفك المريض من أجل تصنيع الطربوش الخارجي، ثم يُطابَق لونه مع لون باقي الأسنان لضمان جمال المظهر الخارجي، يوضع الطربوش فوق الدعامة ويلتحم بها عن طريق استخدام مواد راتنجية لاصقة.

ما بعد الجراحة

يجب على طبيب الأسنان أن يختبر هذا السن الصناعي، فيقوم باختبار توافق حيوي للتأكد من تمام الالتحام بدون أي مشاكل، كذلك يلزم متابعة دورية للتأكد من عدم وجود فقدان كبير في عظام الفك.

أما بالنسبة للمريض فيستلزم منه اهتمام بالغ بنظافة الفم والأسنان، واتباع كل أساليب التنظيف من غسيل الأسنان باستخدام الفرشاة والمعجون، واستخدام خيط التنظيف، وغسول الفم المضاد للبكتيريا، وكذلك الزيارة الدورية لطبيب الأسنان، كما يجب على المريض التوقف التام عن التدخين مع إعداد نظام غذائي يعتمد بالأساس على الأطعمة الطرية.

علامات الفشل

أثناء هذه الزيارات الدورية بعد الزراعة قد تظهر بعض العلامات، التي توحي بنسبة فشل عالية للعملية منها:

  • فقدان في كثافة العظم أكثر من 0.1 ملم خلال السنة الأولى، وأكثر من 0.2 خلال السنة الثانية.
  • وجود السن الصناعي في حالة متحركة بين عظام الفك، مما يعني عدم حدوث التئام كامل.
  •  وجود عدوى أو التهاب في اللثة في موقع الزراعة.

ختاماً نسبة نجاح زراعة الأسنان عالية، وتصل إلى %95، وعلى الرغم من أن نسب النجاح عالية والتقدم مستمر في تقديم حلول طبية أفضل مما سبقتها، إلا أن الوقاية والحفاظ على الأسنان الطبيعية والحفاظ على نظافة الفم بشكل مستمر مع وجود نظام غذائي سليم سيظل دائماً الخيار الأفضل على الإطلاق.


Refrences 

Dental implant surgery – Mayo Clinic
Dental Implants: What You Should Know | FDA

Dental Implants: Surgery, Advantages, Risks, and Insurance Questions (webmd.com)

Dr. Salma Salah

بكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان وحاصلة على شهادة معتمدة في مجال كتابة المحتوى

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى