< اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) ... الأعراض والأسباب و4 طرق العلاج
الأمراض
أخر الأخبار

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) ... الأعراض والأسباب وطرق العلاج

يعد اضطراب ما بعد الصدمة حالة نفسية تتطور بعد تعرض الشخص لحدث صادم أو كارثي مثل الاعتداء الجسدي،أو الحروب، أو الحوادث الخطيرة، أو الكوارث الطبيعية، أو التجارب الصادمة الأخرى، يصاحب هذا الاضطراب أعراض مزمنة ومستمرة تؤثر على قدرة الشخص على التكيف والعيش بشكل طبيعي، تستمر ذكريات التجربة الصادمة في العودة مرارًا وتكرارًا مع استرجاع كافة مشاعر التجربة، يصاب بهذا الاضطراب حوالي ١٠-٣٠ ٪ من المتعرضين للصدمات، وقد يحدث في كافة المراحل العمرية، وتعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة 

قد تظهر الأعراض مباشرة بعد التعرض للصدمة أو بعد فترة تتراوح بين ستة أشهر أو أكثر، تشمل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة مجموعة متنوعة من الأعراض النفسية والجسدية، يسترجع فيها الشخص نفس المشاعر التي استشعرها وقت الحادثة، تشمل هذه الأعراض:

الذكريات المتطفلة: تكرار ظهور ذكريات مؤلمة بشكل متكرر، تكون متطفلة على حياة الشخص اليومية.

١- الكوابيس: حدوث كوابيس متكررة تتعلق بالحدث الصادم.

٢- الابتعاد عن المواقف: تجنب الأماكن والأشخاص والأشياء التي تذكر الشخص بالحدث الصادم.

٣- الانزعاج والقلق: مشاعر مستمرة من التوتر والقلق، وصعوبة في الاسترخاء.

٤- القلق المفرط: مزيج من مشاعر الخوف والقلق، وغالبًا ما تكون غير مبررة.

٥- مشاكل في النوم: صعوبة في النوم أو النوم المتقطع، مما يؤدي إلى التعب والإرهاق.

٦- صعوبات في التركيز: مشاكل في التركيز والذاكرة.

٧- مزيج من مشاعر الغضب والحزن.

٨- ضربات قلب سريعة وصعوبة في التنفس.

٩- صعوبة في تذكر أجزاء من الحادثة.

اقرأ عن الأرق

أسباب اضطراب ما بعد الصدمة 

قد يحدث اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة:

١- التعرض المباشر للحدث الصادم: مثل أن يكون الشخص ضحية لاعتداء أو حادث.

٢- التعرض غير المباشر: مثل مشاهدة حدث صادم يؤثر على شخص مقرب.

٣- التعرض المستمر للصدمات: مثل العيش في مناطق نزاع أو حالات الطوارئ المستمرة أو الأشخاص في العلاقات المسيئة.

يزداد الاضطراب تعقيدًا إذا كانت الصدمة متكررة في الطفولة.

العوامل المؤثرة في اضطراب ما بعد الصدمة

لا يوجد سبب قاطع لهذا الاضطراب، ولكن هناك عوامل تؤثر على شدته وتطوره مثل العوامل الوراثية،و الجسدية،و الاجتماعية، والبيئية، والوراثية، يزيد من سوء الاضطراب عدم قدرة الشخص على التفاعل مع المتغيرات بسلاسة،و عدم الدعم الأسري، وعدم الاستقرار الأسري، والضغوط المادية، ومن ثم؛ يؤثر الاضطراب على مناطق في المخ، فتفشل في التفاعل والتحكم في ذكريات الصدمة.

العلاج

اضطراب ما بعد الصدمة
اضطراب ما بعد الصدمة

يختلف العلاج تبعًا لاختلاف الصدمات، و الخبرات الشخصية، وتبعات الصدمة، وشدة الأعراض واحتياجات الفرد، تشمل الطرق الرئيسية للعلاج:

١- العلاج النفسي: يشمل العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، والذي يساعد الأفراد على تغيير أنماط التفكير السلبية، والتعامل مع الذكريات الصادمة، ويساعد أيضًا في تنظيم المشاعر المسببة للغضب والقلق والاكتئاب.

٢- العلاج بالأدوية: في بعض الحالات، يمكن أن توصف الأدوية للمساعدة في إدارة الأعراض مثل القلق والاكتئاب.

٣- العلاج بالتعرض: يساعد الأفراد على مواجهة الذكريات والذكريات الصادمة بشكل تدريجي وآمن مع معالج نفسي متخصص بشكل فردي أو من خلال مجموعات الدعم النفسي.

٤- الدعم الاجتماعي: دعم الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على عملية التعافي.

التأثيرات على الحياة الشخصية

اضطراب ما بعد الصدمة يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص الشخصية والاجتماعية، قد يعاني الأفراد من مشاكل في العلاقات، وصعوبة في أداء العمل، والشعور بالانفصال عن الآخرين، يمكن أن تؤثر الأعراض على جودة الحياة وتسبب مشكلات في الصحة النفسية والجسدية، قد يواجه الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة صعوبة في الحفاظ على علاقات شخصية صحية، مما يؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة.

التعايش مع اضطراب ما بعد الصدمة

يعد التعايش مع اضطراب ما بعد الصدمة تحديًا كبيرًا، لكن مع العلاج والدعم المناسبين، يمكن للأفراد أن يتعلموا كيفية التعايش مع الأعراض وتحسين جودة حياتهم، من المهم أن يتفهم المجتمع أهمية تقديم الدعم للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب، وأن يتجنبوا وصمهم أو تجاهل معاناتهم ؛ وبناءً عليه

لا تنتهي الصدمات، ولكن يمكن التعايش معها والتغلب على آثارها السلبية من خلال الدعم المناسب والعلاج الفعال. يعد فهم الأعراض، والأسباب، وطرق العلاج خطوة أولى مهمة نحو تحسين حياة الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، ومساعدتهم على بناء حياة أفضل وأكثر استقرارًا.

أمثلة على تأثير الدعم الاجتماعي

في العديد من الحالات، يكون الدعم الاجتماعي عاملًا حاسمًا في التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة. الأشخاص الذين يحصلون على دعم من عائلاتهم وأصدقائهم يكونون عادة أكثر قدرة على التعامل مع الأعراض والمضي قدمًا في حياتهم، يمكن للمجتمع المحلي والمجموعات الداعمة توفير بيئة آمنة، حيث يمكن للأفراد مشاركة تجاربهم والتعلم من تجارب الآخرين.

WhatsApp Image 2024 08 05 at 10.28.54 PM

دور التوعية والتثقيف

التوعية حول اضطراب ما بعد الصدمة تعتبر جزءًا أساسيًا من تحسين فهم المجتمع لهذا الاضطراب وكيفية التعامل مع المصابين به، تنظيم ورش العمل والندوات يمكن أن يساعد في زيادة الوعي وتقديم الدعم للمصابين وعائلاتهم. من خلال التثقيف، يمكن تقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالاضطراب وتعزيز بيئة دعم أكثر إيجابية.

أهمية البحوث المستمرة

البحوث المستمرة في مجال اضطراب ما بعد الصدمة تلعب دورًا حيويًا في فهم أفضل للاضطراب وتطوير استراتيجيات علاجية أكثر فعالية ، من خلال البحوث، يمكن تحديد العوامل الوراثية والبيئية التي تساهم في تطور الاضطراب؛ مما يسهم في تقديم علاجات مخصصة أكثر تلائم احتياجات الأفراد المختلفة.

نصائح للتعامل مع الأعراض

١- ممارسة التمارين الرياضية: النشاط البدني يمكن أن يساعد في تقليل القلق وتحسين المزاج.

٢- تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل والتنفس العميق، يمكن أن تكون فعالة في إدارة التوتر.

٣- الاحتفاظ بمذكرة: كتابة المشاعر والأفكار يمكن أن تكون وسيلة للتعامل مع الذكريات المؤلمة.

٤- الانخراط في الأنشطة الاجتماعية: المشاركة في الأنشطة الاجتماعية يمكن أن تساعد في تقليل الشعور بالعزلة والوحدة.

ولا يسعنا إلا أن نعي أن

اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية جدية تتطلب الاهتمام والدعم المناسبين. من خلال فهم أفضل للأعراض والأسباب والعلاجات، يمكن للمجتمع تقديم الدعم الفعال للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب. بالتوعية والبحث المستمر، يمكن تحسين جودة الحياة للمصابين ومساعدتهم على التعايش مع الصدمات والتغلب على آثارها السلبية.

References

https://www.psychologytoday.com/us/basics/post-traumatic-stress-disorder

https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/post-traumatic-stress-disorder/symptoms-causes/syc-20355967

https://www.rcpsych.ac.uk/mental-health/translations/arabic/post-traumatic-stress-disorder-(PTSD)

Dr.Alaa Dweedar

بكالريوس طب وجراحة الفم والأسنان جامعه الاسكندرية، حاصلة على شهادة معتمدة في الترجمة وكتابة المحتوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى