< الغدد اللعابية... 4 أنواع والوظيفة والموقع
طب الأسنان

الغدد اللعابية… 4 أنواع والوظيفة والموقع

تعد الغدد اللعابية من الغدد القنوية خارجية الإفراز، تقع في الرأس والرقبة وهي المسئولة بالأساس عن تصنيع وتعديل وإفراز اللعاب ثم تفريغه داخل التجويف الفمي، ويحدث هذا التفريغ عن طريق مجموعة من القنوات اللعابية أو الفتحات الصغيرة التي تربط بين الغدد والتجويف الفمي.

تقوم هذه الغدد بمهمتها الرئيسية وهي إفراز اللعاب بقدر يتراوح بين نصف لتر ولتر ونصف يومياً، وتُفرَز غالبية هذه الكمية خلال النهار بينما تقل خلال الليل، ويكون معدل تدفق اللعاب غير المُحفَّز حوالي 0.3-0.4 مل\دقيقة، ويزداد هذا المعدل أثناء تناول ومضغ الطعام ويقل إلى 0.1 مل\دقيقة أثناء النوم.

الغدد اللعابية
الغدد اللعابية

 وجود بعض المحفزات مثل الطعام ومضغه أو الروائح يساعد على زيادة إفراز اللعاب، كذلك وجود أي مشكلة تقلل من

يعد اللعاب سائلاً لزجاً ذو أهمية كبيرة، حيث يتكون من خليط يندمج فيه الماء والمخاط (99% ماء)، ويحتوي على بروتينات وأملاح والعديد من الإنزيمات، ويحتوي كذلك على الجلوكوز واليوريا والكورتيزول.

يوجد الكثير من المهام والوظائف الحيوية التي يؤديها اللعاب ويكون مسئولاً عنها أهمها:

  • تشحيم وترطيب الفم ومنع الجفاف عن طريق المخاط اللعابي.
  • حماية الفم من الالتهابات والعدوى البكتيرية عن طريق تكوين حاجز ضد البكتيريا والميكروبات بواسطة بروتينات مثل اللاكتوفيرين والهستاتين والتي تتمتع بخصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات والفطريات.
  • الحفاظ على درجة حموضة مناسبة ومتوازنة داخل الفم (6-7.5) وحماية الفم والمريء من عصارة المعدة عن طريق مركبات أيونية مثل الفوسفات والبيكربونات والبروتين.
  • المساعدة على المضغ والهضم عن طريق إنزيم الأميليز والليبيز اللذين يلعبان دوراً في هضم النشا والدهون الثلاثية.
  • حماية الأسنان من التسوس بالتخلص من بقايا الطعام العالقة بينها.
  • المساعدة في شفاء الغشاء المخاطي للفم سريعاً في حالة إصابته.
  • المساعدة في الكشف عن بعض الأمراض؛ حيث يعتبر انخفاض مستوى اليوريا والكورتيزول في اللعاب مؤشراً لبعض الأمراض مثل داء السكري والأمراض الرئوية.
  • مساعدة براعم التذوق في تذوق الطعام عن طريق إذابة جزيئاته.
  • المساعدة في القدرة على الكلام.
  • المساعدة في التحاليل الجينية حيث يحتوي على التركيب الجيني الكامل.
  • حماية اللثة من الالتهابات والتقرحات.

ولذلك يعد اللعاب ذو أهمية قصوى وصاحب دور حيوي للإنسان وكذلك الغدد التي تقوم بإفرازه.

أنواع الغدد اللعابية

تنقسم إلى نوعين أساسيين هما: الغدد اللعابية الرئيسية والثانوية، ولكلٍ منهما موقعه وهيكله وحجمه.

الغدد اللعابية الرئيسية

هي الغدد الأهم والأكبر حجماً؛ فهي المسئولة عن إفراز الكمية الأكبر من اللعاب (أكثر من 90%)، وهي عبارة عن ثلاثة أزواج من الغدد وهم:

الغدة النكافية

AD 4nXdAaZzKB0fMLYtyQVOWIT9sU537kZaDF3X

تعد أكبر الغدد اللعابية وأكثرها أهمية على الإطلاق.

تقع أمام الأذنين فوق عظام الفك بين العضلة القَصّية التَّرقوية الخُشّائية والعضلة الماضغة، وتمتد من رأس عظمة الماستويد إلى زاوية الفك السفلي حيث ثقع الجزء الذيلي للغدة.

تكون مثلثة الشكل وحجم الواحدة منها أصغر قليلاً من حجم الأذن ويحيط بها غشاء غلافي ليفي.

تتكون الغدة النكافية من فصّين؛ فص سطحي وفص عميق، ويمر من بينهما العصب الوجهي وهو العصب المسئول عن فتح وغلق العينين وحركة الحاجب والضحك.

يقع الشريان السباتي الخارجي وفرع من الوريد الوداجي والوريد خلف الفك السفلي كذلك بالقرب من الغدة النكافية؛ لذلك في حالة أي تدخل جراحي، يجب التعامل مع الغدة النخامية بحرص شديد لوجود العديد من التراكيب الحيوية بالقرب منها.

تفرز الغدة النكافية الكمية الأكبر من اللعاب المخاطي، ويصل إلى التجويف الفمي عن طريق قناة لعابية تسمى القناة النكفية.

تعد القناة النكفية هي قناة الإخراج الرئيسية للغدة النكافية، تمتد من الجزء الأمامي من الغدة وتمر فوق العضلة الماضغة، تنحني بعد ذلك لتخترق العضلة المُبَوقة ثم تنتهي بفتحة داخل التجويف الفمي.

يخرج اللعاب المفرز من الغدة النكافية من تلك الفتحة التي تقع مقابل الغشاء المخاطي للفم أمام الضرس العلوي الثاني.

قد تتواجد غدة إضافية صغيرة على بعد حوالي 6 ملم من الغدة النكافية تسمى الغدة النكافية الإضافية، وتظهر في حوالي 20% من سكان العالم. 

الغدة تحت الفك السفلي

تحتل المركز الثاني في الغدد اللعابية من حيث الحجم والأهمية.

تقع في الجزء الأمامي من الفك السفلي تحت عظام الفك بين البطن الأمامي والخلفي للعضلة ذات البطينين وتلتف حول الجزء الخلفي من العضلة الضرسية اللامية.

تكون كل واحدة منهما في حجم حبة الجوز ويحيط بها غشاء غلافي ليفي.

تتكون الغدة تحت الفك السفلي من فصين؛ فص عميق صغير يمتد حول العضلة الضرسية اللامية ويقع في الحيز تحت اللساني، وفص سطحي كبير يمتد أفقياً تحت العضلة الضرسية اللامية ويقع في الحيز تحت الفك السفلي.

يمر بالقرب من الغدة العصب اللساني والعصب تحت اللساني وهما مسئولان عن حركة اللسان والإحساس فيه.

يقع كذلك عصب الفك السفلي والعضلة الجلدية العنقية المسئولة عن حركة الشفة السفلية بالقرب من هذه الغدة.AD 4nXdMwld8O M roMb1lomDmV uaM63 6uxfDZAospW4NY 5ZEtxmyltQbPCwye39caWX6J9p1vDJCtEaKiSKzkPZG5DXOC h3 yYVTzamL9nwb8RepggMvp

يفصل بين الغدة تحت الفك السفلي والغدة النكافية الرباط الإبري الفكي، ويعتبر شأنها كشأن الغدة النكافية من حيث الخطورة في حالة التدخل الجراحي، فيجب أيضا الحذر خلال إجراء أي جراحة بالقرب منها.

تفرز هذه الغدة كمية كبيرة من اللعاب المَصلي والمخاطي، يصل للتجويف الفمي عن طريق قناة لعابية تسمى قناة وارتون.

تخرج قناة وارتون من الفص العميق من الغدة، وتستكمل مسارها بشكل موازي مع العصب تحت اللساني حتى تصل إلى لجام اللسان حيث تنتهي بفتحة على جانبي اللسان في قاع الفم يخرج منها اللعاب المُفرَز.

الغدة تحت اللسان

AD 4nXd67yTlRRzLZNDY2VF7PZ458Gx0ICs4zoSWxzQC P01Fg6J kz 41WV nmUlTFc ktby GSZdWKFVq8IFlbXSa 8sMuo2LHvf3GQYrvxFsZR9khD2r4FOBNcy0XMtHmRet 8aax5wR1zxi3VPh0WewoO

هي الزوج الثالث والأخير من الغدد اللعابية الرئيسية، وهي الأصغر حجماً بينهم.

تقع في الحيز تحت اللساني أمام الغدة تحت الفك السفلي على جانبي اللسان تحت قاع الفم.

تكون في حجم حبة اللوز وهي الغدة الرئيسية الوحيدة التي لا يحيط بها أي غلاف غشائي.

تفرز اللعاب ويمر عن طريق قناة لعابية مشتركة تسمى قناة بارثولين وهي تصل بين قناة وارتون ولجام اللسان بالإضافة إلى مجموعة من القنوات اللعابية القصيرة التي تخرج من قاع الفم تعرف بقنوات ريفينوس.

الغدد اللعابية الثانوية

توجد المئات من الغدد اللعابية الثانوية (من 600 إلى 1000 غدة)، وهي غدد صغيرة الحجم (2 ملم)، وتتواجد بكثرة في بطانة الشفاه واللسان وسقف الفم والخدّ، وتتواجد كذلك في التجويف الأنفي والحنجرة والبلعوم.

تفرز اللعاب المخاطي وتخرجه عن طريق قنوات لعابية ثانوية ولا يحيط بها أي غلاف غشائي.

غدد أنبوبية

اكتُشِفت مؤخراً أثناء التصوير المقطعي لبعض الحالات، تظهر في الجزء الخلفي من البلعوم الأنفي.

تتعرض أحياناً الغدد اللعابية أو قنواتها لبعض الاضطرابات، قد تكون التهابات أو حصوات أو أورام تؤثر على قدرة الغدد على إفراز اللعاب.

غدد غائرة

تُعرف ب غدد فون إبنر وتوجد في الحُليمات اللسانية المحوطة.

نستطيع التنبؤ ببعض هذه الاضطرابات عن طريق الأعراض التي قد تظهر على المريض مثل:

  • تورم في الخد
  • ألم في موقع الغدة اللعابية
  • ضعف في عضلات الوجه
  • صعوبة في البلع
  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم
  • رائحة فم كريهة

لذلك يجب التنبه دائماً لمثل هذه الأعراض وعدم تجاهلها مع التوجه للطبيب المختص وذلك لأهمية هذه الغدد وأهمية التراكيب الحيوية التي تقع في محيطها؛ حمايةً لها ولحياة صاحبها.

References

https://my.clevelandclinic.org/health/body/23462-salivary-glands

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK538325/

https://radiopaedia.org/articles/salivary-glands?lang=us

Dr. Salma Salah

بكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان وحاصلة على شهادة معتمدة في مجال كتابة المحتوى

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. مجهود مشكور ومستو مرتفع فى المعلومة وكتابة المحتوى ..بالتوفيق والى المزيد باذن الله..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى